كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب
* في قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب منقبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير / لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بماآتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور }سورة الحديد .
* قال الإمام العلامة السعدي - رحمه الله - في كتابه : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان[ ص ٨٤٢ ، ط المعارف ] : ـ
( يقول تعالى مخبرا عن عن عموم قضائه و قدره : { ما أصاب من مصيبة في الأرضو لا في أنفسكم } وهذا شامل لعموم المصائب التي تصيب الخلق من خير وشر ، فكلها قدكتبت في اللوح المحفوظ :صغيرها و كبيرها ، وهذا أمر عظيم لا تحيط به العقول ، بلتذهل عنه أفئدة أولي الألباب ، ولكنه على الله يسير .
وأخبر الله عباده بذلكلأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم ، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر ، فلاييأسوا ويحزنوا على ما فاتهم مما طمحت له نفوسهم وتشوفوا إليه ؛ لعلمهم أن ذلكمكتوب في اللوح المحفوظ ، لا بد من نفوذه ووقوعه ، فلا سبيل إلى دفعه ، ولا يفرحوابما آتاهم الله ، فرح بطر و أشر ؛ لعلمهم أنهم ما أدركوه بحولهم وقوتهم ، وإنماأدركوه بفضل الله ومنه ، فيشتغلوا بشكر من أَوْلَى النعم و دَفَعَ النقم ، و لهذاقال : { إن الله لا يحب كل مختال فخور } أي : متكبر فظ غليظ معجب بنفسه ، فخور بنعمالله ، ينسبها إلى نفسه ، وتطغيه وتلهيه ، كما قال تبارك وتعالى { ثم إذا خولناهنعمة منا قال إنما أوتيته على علم ، بل هي فتنة } ) .
و قال في آية التغابن فيقوله تعالى : {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه ، واللهبكل شيء عليم } [ ص ٨٦٦] : ـ
( و هذا عام لجميع المصائب في النفسوالمال والولد والأحباب ونحوهم ، فجميع ما أصاب العباد فبقضاء الله وقدره ، سبقبذلك علم الله تعالى ، وجرى به قلمه ، ونفذت به مشيئته ، واقتضته حكمته .
والشأنكل الشأن : هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام أم لا يقوم بها؟
فإن قام بها : فله الثواب الجزيل والأجر الجميل في الدنيا والآخرة.
فإذاآمن أنها من عند الله ، فرضي بذلك وسلم لأمره : هدى الله قلبه ، فاطمأن و لم ينزعجعند المصائب ، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه ، بل يرزقه الله الثبات عند ورودها ،والقيام بموجب الصبر ، فيحصل له بذلك ثواب عاجل ، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء منالثواب ، كما قال تعالى { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
وعلم من هذا : أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب - بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره ، بل وقف معمجرد الأسباب - : أنه يخذل ، ويكله الله إلى نفسه . وإذا وكل العبد إلى نفسه : فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد قبل عقوبة الآخرةعلى ما فرط في واجب الصبر.
هذا ما يتعلق بقوله { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } فيمقام المصائب الخاص .
و أما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي : فإن الله أخبرأن كل من آمن - أي : الإيمان المأمور به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسلهواليوم الآخر والقدر خيره وشره - وصدق إيمانه - بما يقتضيه الإيمان من القيامبلوازمه وواجباته - أن هذا السبب الذي قام به العبد : أكبر سبب لهداية الله له فيأحواله وأقواله وأفعاله ، وفي علمه وعمله .
وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهلالإيمان ، كما قال تعالى في الإخبار أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفيالآخرة- [وأصل الثبات : ثبات القلب وصبره و يقينه عند ورود كل فتنة ] - فقال : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } .
فأهلالإيمان أهدى الناس قلوبا ، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات ، وذلك لما معهم منالإيمان " اهـ .
* في قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب منقبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير / لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بماآتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور }سورة الحديد .
* قال الإمام العلامة السعدي - رحمه الله - في كتابه : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان[ ص ٨٤٢ ، ط المعارف ] : ـ
( يقول تعالى مخبرا عن عن عموم قضائه و قدره : { ما أصاب من مصيبة في الأرضو لا في أنفسكم } وهذا شامل لعموم المصائب التي تصيب الخلق من خير وشر ، فكلها قدكتبت في اللوح المحفوظ :صغيرها و كبيرها ، وهذا أمر عظيم لا تحيط به العقول ، بلتذهل عنه أفئدة أولي الألباب ، ولكنه على الله يسير .
وأخبر الله عباده بذلكلأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم ، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر ، فلاييأسوا ويحزنوا على ما فاتهم مما طمحت له نفوسهم وتشوفوا إليه ؛ لعلمهم أن ذلكمكتوب في اللوح المحفوظ ، لا بد من نفوذه ووقوعه ، فلا سبيل إلى دفعه ، ولا يفرحوابما آتاهم الله ، فرح بطر و أشر ؛ لعلمهم أنهم ما أدركوه بحولهم وقوتهم ، وإنماأدركوه بفضل الله ومنه ، فيشتغلوا بشكر من أَوْلَى النعم و دَفَعَ النقم ، و لهذاقال : { إن الله لا يحب كل مختال فخور } أي : متكبر فظ غليظ معجب بنفسه ، فخور بنعمالله ، ينسبها إلى نفسه ، وتطغيه وتلهيه ، كما قال تبارك وتعالى { ثم إذا خولناهنعمة منا قال إنما أوتيته على علم ، بل هي فتنة } ) .
و قال في آية التغابن فيقوله تعالى : {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه ، واللهبكل شيء عليم } [ ص ٨٦٦] : ـ
( و هذا عام لجميع المصائب في النفسوالمال والولد والأحباب ونحوهم ، فجميع ما أصاب العباد فبقضاء الله وقدره ، سبقبذلك علم الله تعالى ، وجرى به قلمه ، ونفذت به مشيئته ، واقتضته حكمته .
والشأنكل الشأن : هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام أم لا يقوم بها؟
فإن قام بها : فله الثواب الجزيل والأجر الجميل في الدنيا والآخرة.
فإذاآمن أنها من عند الله ، فرضي بذلك وسلم لأمره : هدى الله قلبه ، فاطمأن و لم ينزعجعند المصائب ، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه ، بل يرزقه الله الثبات عند ورودها ،والقيام بموجب الصبر ، فيحصل له بذلك ثواب عاجل ، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء منالثواب ، كما قال تعالى { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
وعلم من هذا : أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب - بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره ، بل وقف معمجرد الأسباب - : أنه يخذل ، ويكله الله إلى نفسه . وإذا وكل العبد إلى نفسه : فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد قبل عقوبة الآخرةعلى ما فرط في واجب الصبر.
هذا ما يتعلق بقوله { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } فيمقام المصائب الخاص .
و أما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي : فإن الله أخبرأن كل من آمن - أي : الإيمان المأمور به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسلهواليوم الآخر والقدر خيره وشره - وصدق إيمانه - بما يقتضيه الإيمان من القيامبلوازمه وواجباته - أن هذا السبب الذي قام به العبد : أكبر سبب لهداية الله له فيأحواله وأقواله وأفعاله ، وفي علمه وعمله .
وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهلالإيمان ، كما قال تعالى في الإخبار أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفيالآخرة- [وأصل الثبات : ثبات القلب وصبره و يقينه عند ورود كل فتنة ] - فقال : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } .
فأهلالإيمان أهدى الناس قلوبا ، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات ، وذلك لما معهم منالإيمان " اهـ .