الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيقول الله تبارك وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " [البقرة/168] .
وقوله " إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " تنفير عنه وتحذير منه . " تفسير ابن كثير" (1/204)
والمعنى على قراءة الجمهور : لا تقفوا أثر الشيطان وعمله، وكل ما لم يرد به الشرع فهو منسوب إلى الشيطان، وقيل : هي النذور والمعاصي، والأولى : التعميم وعدم التخصيص بفرد أو نوع . " فتح القدير " (1/167).
وقال الإمام القرطبي رحمه الله : " والصحيح : أن اللفظ عام في كل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي " . أ . هـ . " تفسير القرطبي " (2/209).
فلتحذر أخي المسلم من إتباع خطوات الشيطان، ولنستعذ منه دائماً كما أمرنا سبحانه " وإمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [الأعراف/200] .
ثم يرشد تعالى إلى الاستعاذة من شياطين الجان؛ فإنه لا يكفه عنك الإحسان، وإنما يريد هلاكك ودمارك بالكلية، فإنه عدو مبين لك ولأبيك من قبلك، قال ابن جرير في تفسير قوله " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ " : " وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته " فاستعذ بالله " يقول : فاستجر بالله من نزغه " إنه سميع عليم " سميع لجهل الجاهل عليك والاستعاذة به من نزغه ولغير ذلك من كلام خلقه لا يخفى عليه منه شيء، عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه " . " تفسير ابن كثير" (2/279)
وفي " الصحيحين " عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ "، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ : " وَهَلْ بِي جُنُونٌ ؟! " .
وروى البخاري في " صحيحه " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ : " لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ : " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ؛ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ " .
روى البخاري ومسلم في " صحيحهما " عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " .
قَوْله " مِنْ آخِر سُورَة الْبَقَرَة " يَعْنِي مِنْ قَوْله تَعَالَى " آمَنَ الرَّسُول " إِلَى آخِر السُّورَة, وَآخِر الْآيَة الْأُولَى " الْمَصِير " وَمِنْ ثَمَّ إِلَى آخِر السُّورَة آيَة وَاحِدَة, وَأَمَّا " مَا اِكْتَسَبَتْ " فَلَيْسَتْ رَأْس آيَة بِاتِّفَاقِ الْعَادِّينَ . " فتح الباري " (9/56)
قال الإمام النووي رحمه الله : " قِيلَ : مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَام اللَّيْل، وَقِيلَ : مِنْ الشَّيْطَان, وَقِيلَ : مِنْ الْآفَات, وَيَحْتَمِل مِنْ الْجَمِيع " . أ . هـ . " شرح النووي على صحيح مسلم " (6/91،92)
فإن لهما تأثيراً عجيباً في الاستعاذة بالله من شره ودفعه، والتحصين منه .
وروى أبو دواد وغيره ـ وصححه الألباني رحمه الله ـ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَيَقُولُ : " يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا؛ فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا " .
وصل الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
فيقول الله تبارك وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " [البقرة/168] .
وقوله " إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " تنفير عنه وتحذير منه . " تفسير ابن كثير" (1/204)
والمعنى على قراءة الجمهور : لا تقفوا أثر الشيطان وعمله، وكل ما لم يرد به الشرع فهو منسوب إلى الشيطان، وقيل : هي النذور والمعاصي، والأولى : التعميم وعدم التخصيص بفرد أو نوع . " فتح القدير " (1/167).
وقال الإمام القرطبي رحمه الله : " والصحيح : أن اللفظ عام في كل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي " . أ . هـ . " تفسير القرطبي " (2/209).
فلتحذر أخي المسلم من إتباع خطوات الشيطان، ولنستعذ منه دائماً كما أمرنا سبحانه " وإمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [الأعراف/200] .
وللوقاية من الشيطانِ طرقٌمنها:
أولاً : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
قال الله تعالى : " وإمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم " [الأعراف/200] .ثم يرشد تعالى إلى الاستعاذة من شياطين الجان؛ فإنه لا يكفه عنك الإحسان، وإنما يريد هلاكك ودمارك بالكلية، فإنه عدو مبين لك ولأبيك من قبلك، قال ابن جرير في تفسير قوله " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ " : " وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته " فاستعذ بالله " يقول : فاستجر بالله من نزغه " إنه سميع عليم " سميع لجهل الجاهل عليك والاستعاذة به من نزغه ولغير ذلك من كلام خلقه لا يخفى عليه منه شيء، عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه " . " تفسير ابن كثير" (2/279)
وفي " الصحيحين " عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ "، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ : " وَهَلْ بِي جُنُونٌ ؟! " .
ثانياً : قراءة آية الكرسي
قال تعالى : " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " [البقرة/255] .وروى البخاري في " صحيحه " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ : " لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ : " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ؛ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ " .
ثالثاً : خاتمة سورة البقرة
قال تعالى : " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [البقرة/285، 286] .روى البخاري ومسلم في " صحيحهما " عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " .
قَوْله " مِنْ آخِر سُورَة الْبَقَرَة " يَعْنِي مِنْ قَوْله تَعَالَى " آمَنَ الرَّسُول " إِلَى آخِر السُّورَة, وَآخِر الْآيَة الْأُولَى " الْمَصِير " وَمِنْ ثَمَّ إِلَى آخِر السُّورَة آيَة وَاحِدَة, وَأَمَّا " مَا اِكْتَسَبَتْ " فَلَيْسَتْ رَأْس آيَة بِاتِّفَاقِ الْعَادِّينَ . " فتح الباري " (9/56)
قال الإمام النووي رحمه الله : " قِيلَ : مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَام اللَّيْل، وَقِيلَ : مِنْ الشَّيْطَان, وَقِيلَ : مِنْ الْآفَات, وَيَحْتَمِل مِنْ الْجَمِيع " . أ . هـ . " شرح النووي على صحيح مسلم " (6/91،92)
رابعاً : قراءة المعوذتين
سورة الفلق، قال تعالى : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ "، وسورة الناس، قال تعالى : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) قل أعوذ برب الفلق " .فإن لهما تأثيراً عجيباً في الاستعاذة بالله من شره ودفعه، والتحصين منه .
وروى أبو دواد وغيره ـ وصححه الألباني رحمه الله ـ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَيَقُولُ : " يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا؛ فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا " .
وصل الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق